2025-07-30 11:19:32
بفارق 6 نقاط فقط عن أقرب منافسيه، يقترب زين الدين زيدان من تحقيق لقب الدوري الإسباني للمرة الثانية كمدرب لريال مدريد، واللقب الحادي عشر في مسيرته التدريبية مع النادي الملكي. لكن الطريق إلى هذا الإنجاز يختلف جذرياً عن نهج الفريق الهجومي الأسطوري الذي قاده زيدان نفسه قبل ثلاث سنوات.

من الهجوم إلى الدفاع: تحول جذري في فلسفة زيدان
في موسم 2016-2017، كان ريال مدريد فريقاً هجومياً بامتياز، يعتمد على ثالوث الهجوم (كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، وغاريث بيل) الذي سجل 106 أهداف في الدوري، بينما تلقى 41 هدفاً. لكن بعد رحيل رونالدو، وجد زيدان نفسه أمام تحدٍ كبير: كيف يحقق الألقاب دون هداف تاريخي؟

الإجابة جاءت بتحول استراتيجي كامل نحو الدفاع. ففي الموسم الحالي، سجل الفريق 60 هدفاً فقط في 32 مباراة (أقل بـ46 هدفاً مقارنة بموسم 2016-2017)، لكنه تلقى 21 هدفاً فقط، ليصبح أقوى دفاع في الليغا.

الدفاع.. سر نجاح الريال هذا الموسم
يعتمد زيدان على خط دفاع متجانس ومتين، يقوده الثلاثي: سيرجيو راموس، رافاييل فاران، وداني كاربخال، بينما يتناوب مارسيلو وفيرلان ميندي على مركز الظهير الأيسر. لكن العنصر الأبرز هو الحارس تيبو كوروتوا، الذي يتصدر ترشيحات جائزة "زامورا" لأفضل حارس في الليغا بعدما حافظ على نظافة شباكه في 15 مباراة.
كوروتوا، الذي عانى في بداية الموسم، أصبح أحد أهم أسباب صدارة الريال، حيث لم يُهزَم سوى مرتين فقط في المباريات الخمس التي أعقبت عودة الدوري بعد توقف كورونا.
كاسيميرو.. "درع الريال" الذي لا يُستبدل
لا يمكن الحديث عن نجاح الريال الدفاعي دون ذكر البرازيلي كاسيميرو، الذي يعتبره زيدان "اللاعب الأهم في الفريق". كاسيميرو ليس مجرد لاعب وسط مدافع، بل هو محور اللعب الذي يوازن بين الدفاع والهجوم، وسجل 5 أهداف حاسمة هذا الموسم، منها هدف الفوز على إسبانيول الذي أبعد برشلونة أكثر عن الصدارة.
خاتمة: الدفاع طريق الألقاب
بعد سنوات من الهيمنة الهجومية، أثبت زيدان أن الألقاب تُكسب أيضاً بالدفاع القوي. ريال مدريد لم يعد ذلك الفريق الذي يسحق الخصوم بأربعة أو خمسة أهداف، لكنه أصبح آلة انتصارات تعتمد على التكتيك الدفاعي الدقيق. والنتيجة؟ صدارة الليغا والاقتراب من لقب قد يكون الأكثر تميزاً في مسيرة زيدان التدريبية.