2025-07-30 09:48:37
في السنوات الأخيرة، أصبحت تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) محور جدل واسع بين عشاق كرة القدم، خاصة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يتذمر الجمهور من تعقيد القرارات وطول فترة المراجعة، مما يفقد المباريات حيويتها وتلقائيتها. فبدلاً من أن تكون أداة لتحقيق العدالة، تحولت إلى عبء يثقل كاهل اللعبة ويُفقدها عنصر التشويق الذي جذب الملايين حول العالم.

نداء أبو تريكة: "أعيدوا كرة القدم الحقيقية"
لم يعد الأمر يقتصر على انتقادات الجماهير، بل امتد إلى نجوم كبار مثل المصري محمد أبو تريكة، الذي أطلق نداءً عاجلاً لإعادة روح كرة القدم القديمة، حيث كانت الأخطاء التحكيمية جزءاً من متعة اللعبة. وقال أبو تريكة: "ما يحدث اليوم في غرف الفار لا يهم اللاعبين ولا المشجعين، بل يقتل المشاعر التي تجعلنا نعشق هذه الرياضة".

الشريف: "الفار يضعف ثقة الجمهور في الحكام"
من جانبه، انتقد الحكم الدولي السابق جمال الشريف، خبير التحكيم في قناة "بي إن سبورتس"، التطبيق الحالي لتقنية الفار، مشيراً إلى أنها تدخل الحكام في تفاصيل دقيقة جداً تُضعف ثقة الجماهير بهم. وأضاف: "الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عندما أطلق الفار عام 2016، كان الهدف تحقيق الشفافية، لكننا الآن نواجه تعقيدات غير ضرورية".

مثال صارخ: ليفربول ووولفرهامبتون
في مباراة ليفربول ووولفرهامبتون، ظهرت إشكالية الفار بوضوح. ففي الشوط الأول، ألغى الحكم هدفاً لساديو ماني بدعوى استخدام اليد، لكن الفار تدخل بعد دقيقتين من المراجعة وأكد صحة الهدف. وفي الدقيقة الأخيرة، أُلغِي هدف وولفرهامبتون بسبب تسلل بفارق سنتيمترات، وهو قرار فني دقيق لكنه أثار حفيظة الجماهير.
هل نحتاج إلى تعديل التقنية؟
رغم أن قرارات الفار قد تكون صحيحة من الناحية الفنية، إلا أن السؤال المطروح هو: هل تستحق كرة القدم كل هذا التعقيد؟ يرى الكثيرون أن التطبيق الحالي للتقنية يحتاج إلى مراجعة، سواء بتقصير زمن المراجعات أو استثناء الحالات الهامشية التي لا تؤثر بشكل جوهري على نتيجة المباراة.
الخلاصة
تقنية الفار جاءت لتحقيق العدالة، لكنها تحولت إلى سيف ذي حدين. فبينما تحاول تصحيح الأخطاء، فإنها تفرغ اللعبة من عفويتها وتُفقد الجماهير شغفهم. ربما حان الوقت للاتحادات المعنية أن تعيد النظر في آلية عمل الفار قبل أن تتحول كرة القدم إلى مجرد معادلات رياضية جافة!